صمتُ السلطانة وكلامُ الشمعة:

صمتُ السلطانة وكلامُ الشمعة: في قديم الزمان، كان هناك سلطانٌ عادلٌ عظيم الشأن، يحكم بلادًا واسعة، له الهيبة والمكانة، وكان له من الأولاد فتاةٌ واحدة، تُدعى سلطانة، جميلة كطلعة الفجر، هادئة كالنسيم، لكنها غريبة الطباع… لم تنطق بحرفٍ واحدٍ منذ ولادتها! كبرت الفتاة، وبلغت سنّ الصبا، وزاد جمالها كما يزهر الورد في ربيعٍ نديّ. لكن السلطان لم يكن مرتاح البال، فصمت ابنته أصبح ثقيلاً عليه، وكأن البيت رغم زخارفه ينقصه صوت ضحكتها أو حتى همسة واحدة. فكر السلطان مليًا، ثم أمر بإعلانٍ عجيب في أرجاء المملكة: > "من يستطيع أن يجعل السلطانة تتكلم، فله أن يتزوجها ويكون له من المجد ما يشاء!" تهافت الأمراء، والوزراء، وعلية القوم من الباشوات والشعراء، كلهم حاولوا، البعض جلب لها الذهب، والآخر سرد أعذب القصائد، وبعضهم قدّم العجائب والطرائف... لكنها كانت كالصخر، لا تبتسم، ولا تنظر، ولا تنطق. وذات يومٍ، مرّ عابر سبيل، شابٌ بسيط الهيئة، ثيابه ممزقة، يحمل في عينيه بريقًا غريبًا لا يشبه الفقر. قرأ الإعلان وقرر أن يُجرب ح ظه. ضحك منه الحراس، وقال أحدهم: – "أتظن أن من عجز عنه الملوك ستفلح أنت؟!...